عبق عطرك

متسللا.. متسحبا.. أم مهاجما

يسافر في جسدي كالأفيون عطرك..

يحملني إلى حيث لا أدري...

يرسلني إلى المجهول...

 إلى كل ما فيك..

ذلك العبق يجذبني إليك فأجد نفسي ملتصقة بك

التصاق قطبي مغناطيس مختلفان في شحنتيهما...

في كل ما فيهما...

لو أمكنني أن ألغي جاذبية نيوتن...

وأسن قانونا جديدا للجاذبية..

لفعلت...

لو أدرك ريختر الهزة التي تعتريني عندما استنشق ذلك العطر..

لتنحى جانبا وأوكل لي مهمته...

ولو عرف فيتاغورث أن للحياة قوانين تختلف ونظرياته..

لأدخلته إلى عالمي واقترحت له نظريات لا تخضع

للقوانين..

لا تطبق إلا في ذلك النسيج اللامرئي الملتف حولك...

لست آبه إذا فهموا أو لم يفهموا...

إذا اقتنعوا أو لم يقتنعوا...

بنظرياتي وأقوالي ومعتقداتي...

ذلك شأنهم,

 فمن لم تسافر في عطرك..

ولو لفت العالم من مشرقه إلى مغربه...

لم تسافر سوى من ظلمات الرحم مارة بظلمات الحياة

إلى ظلمة القبر..

فيا من جعل النوم يجافي عيوني...

وأجبر العقل والقلب على التنافس...

كفاك فخرا بأني أول رحالة في عبق عطرك...

يلاحقني عبقكك أينما ذهبت وأنى توجهت

لعمري أشعر بأننا ظلان... لواحد

لأشعر أننا واحد